بسم الله الرحمن الرحيم فضّل الله (تعالى) بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة؛ ليجدّ العباد في وجوه البر،ويكثر فيها اعمال الخير.
وللأشهر الحرم مكانةً عظيمة ومنها شهر رجب لأنه أحد هذه الأشهر الحرم قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام " . أي لا تحلوا محرماته التي أمركم الله بتعظيمها ونهاكم عن ارتكابها فالنهي يشمل فعل القبيح ويشمل اعتقاده .وقال تعالى : " فلا تظلموا فيهن أنفسكم " أي في هذه الأشهر الحرم . والضمير في الآية عائد إلى هذه الأشهر الأربعة على ما قرره إمام المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله - فينبغي مراعاة حرمة هذه الأشهر لما خصها الله به من المنزلة والحذر من الوقوع في المعاصي والآثام تقديرا لما لها من حرمة ، ولأن المعاصي تعظم بسبب شرف الزمان الذي حرّمه الله ؛ ولذلك حذرنا الله في الآية السابقة من ظلم النفس فيها مع أنه - أي ظلم النفس ويشمل المعاصي - يحرم في جميع الشهور " .
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا دخل رجب ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهرالامه .والفضل الكبير لهذا الشهرالفضيل حادثة ذكرى الاسراء والمعراج التي طبعت معاني كثيره في نفوس المسلمين . هذه الذكرى العظيمه لها دروس وعبرمنها :-اولا:- ففيها ربط بين المسجد الحرام والمسجد الاقصى .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الاالى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا ( المسجد النبوي الشريف ).وثانيا:- فيها رمز الى سمو المسلم ، ووجوب ان يرتفع فوق اهواء الدنيا وشهواتها ، وان ينفرد عن غيره من سائر البشر بعلو المكانة ، وسمو الهدف ، والتحليق في اجواء المثل العليا دائما وابدا.وثالثا:- فيها اشارة الى امكان ارتياد الفضاء والخروج عن نطاق الجاذبية الارضية ، فلقد كان رسولنا في حادثة الاسراء والمعراج أول رائد للفضاء في تاريخ العالم كله ، وان ريادة الفضاء والعودة الى الارض بسلام ، أمر ممكن ان وقع لرسول الله بالمعجزة في عصره ، فانه من الممكن ان يقع للناس عن طريق العلم والفكر.
رابعا:- في فرض الصلاة ليلة الاسراء والمعراج اشارة الى الحكمة التي من اجلها شرعت الصلاة ، فكان الله يقول لعباده المؤمنين : اذا كان معراج رسولكم بجسمه وروحه الى السماء معجزة ، فليكن لكم في كل يوم خمس مرات معراج تعرج فيه ارواحكم وقلوبكم الي ، ليكن لكم عروج روحي تحققون به الترفع عن اهوائكم وشهواتكم ، وتشهدون به من عظمتي وقدرتي ووحدانيتي ، ما يدفعكم الى السيادة على الارض ، لاعن طريق الاستعباد والقهر والغلبة ، بل عن طريق الخير والسمو ، عن طريق الطهر والتسامي ، عن طريق الصلاة .خامسا- هي وحدة الأنبياء في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل ، الأنبياء إخوة ودينهم واحد: وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون *والله انهااعظم رحله في الوجود نسال الله ان يرزقنا الجنه و النظر الىوجهه الكريم....الجنهيا رب*.